

إلهامي الأول كانت جدتي، رحمها الله، التي علّمتني أن الفن الحقيقي يُصنع بالحب ويُهدى من القلب. كانت تقضي ساعاتها في صنع الأعمال اليدوية لأولادها وللمقربين منها—أشجار اللؤلؤ، الرسم على القماش والزجاج—وفي كل قطعة كان هناك جزء من روحها. منها تعلمت أن الفن والإبداع لا ينحصران في مجال واحد فقط.
منذ طفولتي و أنا أمارس الفنون ، من صنع الأساور اليدوية بالخيوط إلى عمل كتالوج من التصاميم الخاصة بي بالأساور وحينها كان عمري لا يتجاوز ال ١٢ عام !
استمر معي عشق الفنون فكنت أرسم بألوان الفحم و الباستيل و الاكريليك ، وكانت هذه أول طرق التعبير التي تطورت معي لاحقاً .
خلال سنوات دراستي الجامعية في الهندسة الكهربائية في جامعة الملك عبدالعزيز، أطلقت مشروعي الأول "كارينزا أتيلييه"، حيث تخصصت في الرسم اليدوي على الزجاج، وقدّمت ورش عمل فنية في جامعة الملك عبدالعزيز وعبر الإنترنت مدة ٨ سنوات.
ساهم هذا المشروع في صقل مهاراتي الفنية والعملية، من تصميم المنتج إلى التواصل البصري، وكان بداية تحويلي للشغف إلى تجربة حقيقية مع الجمهور.
رابط صفحة المشروع على انستقرام : كارينزا اتيلييه
من إرث جدتي ، كارينزا ،و الهندسة ، بنيت ممارستي الفنية على تقاطع الدقة الهندسية دمج الحرفة بالروح . أدمج بين فن النسيج والفن التشكيلي، مستلهمة من الطبيعة والتراث السعودي لأحول الأعمال اليدوية إلى قطع تنبض بالمعنى.
"الفن ليس شيئاً نزوره، بل نعيش معه."
فلسفتي "العيش بفن" هي أسلوب حياة يسكن فيه الفن كل تفاصيل يومنا، وليس فقط في المعارض والفعاليات. العيش بفن يعني أن نرى الجمال في التفاصيل، أن نختار بوعي كيف نصنع بيئتنا، وأن نمزج الفن مع كل ما نعيشه: في منازلنا، في لحظاتنا، وحتى في أفكارنا.
أؤمن أن الجمال ليس حكراً على الفنانين فقط، بل يمكن لكل إنسان أن يعيش الفن في يومه وتفاصيل حياته. لهذا أشارك تجربتي الفنية من خلال أعمالي وورش تجريبية تدعو الآخرين لاحتضان الفن كأسلوب حياة، ولاكتشاف علاقتهم الخاصة مع الإبداع البصري واليدوي.